لقي حنظلة أبا بكر - رضي الله عنهما - فقال أبو بكر : كيف أنت يا حنظلة ؟ قال فقلت : نافق حنظله قال : سبحان الله أما تقول ؟ قال : قلتُ : نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة حتى وكأننا نراها رأي العين فإذا خرجنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عافنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً ، قال أبو بكر : فو الله أنا لنلقى مثل هذا فانطلقتُ أنا وأبو بكر الصديق حتى دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلتُ : نافق حنظله يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما ذاك ؟ قلت : يارسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنه حتى وكأننا نراها رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( والذي نفسي بيده إنكم لو تدمون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظله ساعةً وساعةً ( ثلاث مرات))[3].
وجاء في البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لعبد الله بن عمرو : (( يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟)) قال : بلى يا رسول الله (( فلا تفعل صم وأفطر ، وقم ونم، فأن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً)) .
فالترويح المعقول الذي لا يضيع فيه صلاة ولا تنتهك فيه حرمه ولا يزيد عن الحد المعقول ولا يرتكب فيه العبد منهي أمرٌ مشروع بل إذا حسنت النية أَجِرَ.
العبد في المباح وإنما الأعمال بالنيات قال معاذ بن جبل- صلى الله عليه وسلم : أني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه :((أني لأستجم لقلبي الشيء من اللهو (أي المباح) ليكون أقوى لي على الحق))
بل حتى قضاء الوطر من الأهل يؤجر العبد فيه ففي صحيح مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال : (( وفي بضع أحدكم صدقة قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) .
إن الترويح إذا لم يَسْتَمِدَّ وسائله من البيئة التي يوجد فيه فأنه يصبح عاجزاً عن العطاء وعاجزاً عن تحقيق الأهداف التي يسعى إليها المجتمع .
إنه لا بد أن يضبط كلُ ترويح بضوابط الشرع المطهر وتراعى قيمُ المجتمع والأعرافُ التي لا تخالف الشرع .